جريدة أحرار مصر

الأحد, 2024-05-19, 7:25 AM

أهلاً بك Guest | RSS | التسجيل | دخول

رئيسية جريدة أحرار مصر » قسم : أقلام مضيئة » فئة : نرمين كحيله [ إضافة مقالة ]

نرمين كحيلة تكتب: شهوة الحكم


نعم إن للحكم بريقا وإغراءً لا يستطيع أن يقاومه إلا من رحم ربى، هكذا يثبت التاريخ وهكذا يقول علماء النفس.. فكم من جرائم ارتكبت للحفاظ على العرش والملك!! فالإمبراطورة إيرين مثلا فقأت عينى ابنها ولى العهد لتنفرد بالحكم.

عاصرت هارون الرشيد، وكانت الوصية على عرش روما إلى أن يبلغ ابنها قسطنطين السادس السن القانونية لتولى العرش ولكن 'إيرين' ذات الشخصية الطموحة لا تريد أن تتنازل عن السلطة بهذه البساطة ، فقد حاكت مؤامرة أطاحت بابنها قسطنطين، ولم تتركه لحال سبيله، ولم تراعِ أنه ولدها، فقد أعماها حب السلطة على كونها أمًا، وقررت أن تسمل عينى ابنها!


والغريب أنها لم تستمر طويلا فى السلطة فقد قاد أحد النبلاء واسمه 'نقفور' ثورة ضدها واستولى على الحكم، ونحاها عن السلطة.


أما السلطان محمد الثالث 1567 - 1603 تولى العرش بعد موت أبيه مراد الثالث سنة 1595 أمر بقتل إخوته التسعة عشر عند تسلمه السلطة حتى لا ينافسوه على الحكم، ولكن ذلك لم يفِده طويلاً فحكم ثمانى سنوات ولاقى بعد ذلك نفس المصير الذى ألحقه بإخوته.. وكانت هذه عادة فى الدولة العثمانية أن يقتلوا أولادهم الذكور خوفاً من إثارة الفتن وفساد الملك، وأفتى فقهاؤهم بجواز القتل إذا صار الغلام مراهقا مع القرائن الدالة على الفتنة، فالسلطان سليمان القانونى قتل أفضل ولديه مصطفى (1553م) وبيزيد (1561م)، ليفسح المجال أمام ابنه الآخر سليم من زوجته السلافية روكسلانة وكذلك قتل بيبرس قطز ليستولى على الحكم، وقد وضع ميكافيلى- صاحب مبدأ الغاية تبرر الوسيلة- كتابا سماه "الأمير" عام 1513م لينصح الحكام بالتنازل عن أخلاقهم فى سبيل الاحتفاظ بالحكم فقال: على الحاكم أن يتخلص من الأخلاق والقيم، فإن من الأفضل (للحاكم) أن يخافوك (الناس) على أن يحبوك.. وهذا هو المبدأ الذى يعمل به أغلب الحكام الآن.


ويقول علم النفس إن الحاكم قد يدمن مظاهر الخضوع والتبجيل التى يتلقاها من الشعب بعد حوالى ثلاثين أو أربعين سنة فالحاكم فى هذه الحالة أصبح كالمدمن للمخدرات أو المصاب بالذهان حيث يفقد القدرة على إدراك أنه مريض مرضاُ خطيراً لا بد من معالجته.


ومن هنا عدم اعتراف الحاكم وحاشيته بالأوضاع المتردية التى أوصلوا إليها البلاد والعباد وشيوع الفساد إلى أبعد الحدود. بل إن النخبة المتسلطة حين تتحدث عن إصلاح ما فإنها تقدم حلولاً تجميلية أو مسكنات مؤقتة قد تنجح فى بعض الأحيان فى تأخير الانفجار الكبير الذى لا مفر منه والذى له ميعاد محتوم وفق سنن وقوانين الاجتماع والتاريخ.


أما حالة الشعب الذى تعرض لحالة استبدادية عنيفة وطويلة زمنياً فهى أشبه بعقدة ستوكهولم أو متلازمة ستوكهولم وهو مصطلح يستعمله علماء النفس لتوصيف الحالة النفسية التى تعبر عن تعاطف وتعاون ضحايا الاختطاف والعنف مع مختطفيهم وجلاديهم السابقين وبصفة عامة تعكس عقدة ستوكهولم ميل الضحية إلى الدفاع عن المتسبب بالضرر أو العنف بشكل يتناقض مع سلوك الإنسان السوى.


وذلك بخلق نوع من الألفة مع الجلاد أو المُختَطِف، بل قد يتحول إلى المشاركة مع الجناة فى مقاومة تحريره حيث تبدى الضحية تعلقا كبيرا بالجانى، وهو ما يفسر لنا دفاع البعض عن النظام السابق رغم كل مساوئه.
Bookmark and Share
الفئة: نرمين كحيله | أضاف: نرمين_كحيله (2011-02-28) | E
مشاهده: 275 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]

بحث

قائمة الموقع